روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | أنتِ طبيبة زوجك المكتئب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > أنتِ طبيبة زوجك المكتئب


  أنتِ طبيبة زوجك المكتئب
     عدد مرات المشاهدة: 1816        عدد مرات الإرسال: 0

قد يتعرض زوجك نتيجة لكثرة ضغوط وأعباء الحياة إلى الدخول في حالة من الإكتئاب التي تجعله إنطوائيًا وغير مستقر نفسيا وعاطفيا، كما تجعله هادئًا على غير العادة، وليست لديه القدرة على الكلام حول بعض الأمور المهمة، يشعر بالقلق والتعاسة وعدم الإستمتاع بالأشياء التي كان يحبها من قبل، فضلًا عن شعوره باليأس والتشاؤم المبالغ فيه، وكثرة شكواه من آلام جسدية مبهمة، وإصابته بالأرق وإضطرابات قبل وأثناء النوم، إضافة إلى عزوفه عن ممارسة العلاقة الحميمة معك نتيجة للإحباطات والمشكلات التي يواجهها والتي تجعله لا يعتني بنفسه ومظهره، فلا يعبأ بحف شاربه وتهذيب لحيته وغسل شعره وتنسيق ملابسه..... إلخ!..

ولأن الرجل بطبيعته لا يحب أن يبدو مريضا ضعيفا أمام زوجته، فغالبا ما يخفي عنها أنه دخل في حالة إكتئاب خوفًا من أن تتخلى عنه أو تنفر منه وتعتبره عبئًا ثقيلا عليها..

ولذلك ينبغي على الزوجة المحبة والمخلصة لزوجها أن تكون يقظة ودقيقة الملاحظة، تنتبه بسرعة إلى أي تغيير يطرأ على طبيعة وأحوال زوجها، لتبدأ في إحتوائه والوقوف بجانبه لتساعده بكامل إستطاعتها على عبور تلك الأزمة النفسية بسرعة ودون خسائر.

فالزوجة هي خير طبيبة لزوجها المكتئب ويقع عليها الجانب الأكبر من علاجه وإخراجه من محنة الإكتئاب، وذلك باتباع ما يلي:

ـ على الزوجة أن تدرك أن فترة إكتئاب الزوج ليست بالهينة -حتى لو كان خاضعا للعلاج- فأحيانًا يأخذ الإكتئاب شكل الغضب من النفس أو من الآخرين، وقد يكون الغضب منها على وجه الخصوص، لذا عليها معرفة التعامل معه في هذه الحالة بشكل أكثر حبًا وصبرٍا وقبولا.

ـ إعلمي أن إكتئاب زوجك أمر خارج عن إرادته، وأنه يعاني من مرض حقيقي لا يستطيع التغلب عليه بمفرده، وحاولي قدر إستطاعتك أن تجعليه يعبر عن إستيائه أو شعوره بالإحباط أو الغضب بطريقة سلمية لا تجعله يشعر بالندم وفي نفس الوقت لا يكبت مشاعره.

ـ إذا كان زوجك المصاب بالإكتئاب متشائما فحاولي أن توضحي له الأشياء الإيجابية الموجودة في حياته.

ـ أنتِ أكثر إنسانة تعرف مفاتيح شخصيته، إستعمليها إلى أقصى حد ممكن، لتحسين مزاجه ورفع معنوياته، فإذا كان يحب الهواء الطلق فخذيه في نزهات متكررة، وإذا كان إجتماعيا يحب الناس فخذيه إلى التجمعات العائلية حتى لو لم يرغب في الكلام، أما إذا كان شخصًا متدينًا فإن قراءة القرآن أو الإستماع إليه وإلى المحاضرات الدينية يكون وسيلة مناسبة لتخفيف حدة الاكتئاب.

ـ لا تجبريه على الإختلاط بالآخرين في هذه الفترة، وإجعليه يختار المكان والصحبة التي يريدها.

ـ أقنعيه بممارسة بعض التمارين الرياضية مثل المشي، لأن هذا سيساعده في الحفاظ على لياقته البدنية وسيؤدي لتحسين نومه، وقد يساعده أيضا على عدم الإسهاب في التفكير بالمشاعر والأفكار المؤلمة.

ـ تحمليه وإصبري عليه إبتغاء رضا الله، وإياك والتلفظ بعبارات الضجر والضيق مثل:     -حاول أن تتخطى محنتك.. أنا لست قادرة على تحمل هذا الأمر-.. بل أظهري إهتمامك به، وحاولي أن تكوني مستمعة جيدة له، وأن تقيمي معه حوارا لأن الرجال عادة ما ينكرون مشاكلهم لإعتقادهم أن الإكتئاب علامة ضعف.

ـ ربما يفيد لو قرأتما معا عن الإكتئاب بشكل متمعن وموضوعي بحيث لا يؤثر ذلك بالسلب عليه.. إبحثي عن كتاب جيد يتناول الإكتئاب وأسبابه وطرق علاجه.

وأخيرًا.. إعلمي أن الإكتئاب قد يكون مساعدًا لزوجك على الخروج أقوى وأفضل من ذي قبل، فيرى الأمور والعلاقات الإجتماعية أكثر وضوحا وربما يكون لديه القوة والحكمة ليتخذ قرارات مهمة وتغييرات كان يتجنبها سابقا.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.